و بحسب مراسل وكالة الحوزة من مشهد، قال حجة الإسلام والمسلمين رضا رستمي، خلال مراسم اختتام مهرجان سلمان الدولي للإعلام والفضاء الافتراضي، الذي أقيم اليوم في قاعة المؤتمرات الدائمة التابعة للعتبة الرضوية المقدسة: على مرّ التاريخ، قام بعض العلماء العظماء بأعمال مماثلة لما يُنجَز اليوم، غير أن تأثير هذه الأعمال في عصرنا الحاضر يرجع إلى بركة الإخلاص والاهتمام بمتطلبات الزمان.
و أشار إلى تأكيد الإمام الخميني (ره) و قائد الثورة الإسلامية والعلماء على ضرورة التقدم في البعد الروحي بالتزامن مع التطور التخصصي، مؤكدًا أن "النمو الروحي يضفي البركة على العمل و يجعل نتائجه أكثر تأثيرًا في القلوب و العقول.
و أضاف رئيس مركز الإعلام و الاتصالات في الحوزات العلمية أن قائد الثورة شدّد على ضرورة دخول أصحاب الإعلام و الفكر و الفن في ميدان الحرب الناعمة، مبينًا أن "العقوبات التي يفرضها العدو تستغرق وقتًا لتؤتي آثارها، لكن العدو يسعى من خلال التلاعب الإعلامي إلى إحداث تأثير نفسي فوري، و هذا ما يجعل الحرب الناعمة ذات أهمية كبرى.
و تابع قائلاً: لذلك، يرى قائد الثورة أن الحرب الناعمة مسألة جوهرية في المجال الإعلامي و الفضاء الافتراضي، حيث يحاول العدو إثارة غضب الشعوب عبر حملاته الإعلامية، ما يفرض علينا مسؤولية كبرى في مواجهة هذه التهديدات الإعلامية.
و أكد حجة الإسلام و المسلمين رستمي أن هناك تحديين رئيسيين في هذا المجال، أولهما نشر المحتوى الإعلامي الفعّال، إذ يجب إيصال الإنتاجات الإعلامية القيّمة إلى الجمهور عبر منصات دينية موثوقة، مضيفًا أن مهرجان سلمان الدولي للإعلام و الفضاء الافتراضي، من خلال مفهوم 'الإنسان الإعلامي'، يمكن أن يشكل فرصة لنشر المحتوى الإعلامي على نطاق أوسع.
أما التحدي الثاني، فأشار إلى أنه يتمثل في سلسلة إنتاج المحتوى، داعيًا أصحاب الفن و الإعلام إلى إيجاد بعضهم البعض ضمن شبكة إعلامية متكاملة، مشددًا على أن "الندوات التخصصية لمهرجان سلمان يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف و تعزيز الحوار و التعاون بين الإعلاميين.
كما دعا حجة الإسلام و المسلمين رستمي إلى منح الشرعية للمجموعات الإعلامية الحوزوية في البلاد، و منحها تراخيص إعلامية رسمية كي تتمكن من إبراز قدراتها الديناميكية و تشكيل منظومة إعلامية متكاملة.
و في سياق متصل، أكد على ضرورة إنشاء نموذج محلي للاقتصاد الإعلامي، موضحًا أن هناك خططًا اقتصادية إعلامية جيدة، و الحوزات العلمية لديها اهتمام جاد بهذا الموضوع، لذا ينبغي الاستفادة من هذه الإمكانات من خلال توجيه الميزانيات الثقافية الوطنية نحوها.
و في الختام، أشار رئيس مركز الإعلام والاتصالات في الحوزات العلمية إلى أن "العديد من مشاريع الاقتصاد الرقمي يمكن أن تؤثر إيجابيًا على المجال الإعلامي في البلاد"، مؤكدًا دعم الحوزات العلمية لهذه المبادرات، و مشيدًا بجهود القائمين على المهرجان، الذين كان لهم دور بارز في الارتقاء بمستوى الإعلام و الفضاء الافتراضي في البلاد.
تعليقك